بالتزامن مع الاحتفالات القارية بيوم المرأة الأفريقية، وبالتعاون مع الهلال الأحمر المصري واتحاد الطلبة الأفارقة في مصر وبرعاية من الجمعية الإفريقية، اخُتتمت أمس 16 أغسطس، فعاليات الاحتفال بيوم المرأة الأفريقية، والتي امتدت على مدار يومين كاملين، تنوعاً بين الورش التدريبية وحلقات النقاش بجانب عدد من الاستعراضات الشعبية لمختلف الدول الأفريقية.
خلال اليوم الأول نظمت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان ورشة تدريبية لمدة يوم كامل في مقر الجمعية الأفريقية بالقاهرة. والتي دارت حول الآليات الدولية والإقليمية لحماية حقوق المرأة، كذلك المفاهيم والخصائص الأساسية لحقوق الإنسان، وأدوات المناصرة الدولية لحماية حقوق المرآه، بجانب إلقاء الضوء على دور اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب في مكافحة كافة أشكال التمييز ضد المرأة والفتاة.
وعن فاعليات اليوم الثاني، فقد تضمن عدد من حلقات النقاش حول واقع الحقوق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للمرأة الأفريقية، حيث جاءت حلقة النقاش الأولى عن ” واقع التعليم للمرأة والفتاة في القارة الأفريقية”، أما الحلقة الثانية جاءت بعنوان ” العنف القائم على النوع الاجتماعي” والتي شاركت مؤسسة ماعت بها بالتركيز على “العنف القائم على النوع الاجتماعي في دول النزاع المسلح في أفريقيا من وجهة نظر حقوقية”.
وبالاتساق مع تلك الاحتفالات القارية، أكد أيمن عقيل؛ الخبير الحقوقي الدولي ورئيس مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، أن مبدأ تعزيز المساواة بين الجنسين وحماية حقوق المرأة والفتيات هو أحد أبرز الملفات الحقوقية التي تستدعي جل اهتماماتنا في الوقت الحالي، خاصة في ظل الاهتمامات الواضحة داخل أروقة الأمم المتحدة وكافة الآليات الدولية لحماية حقوق الإنسان.
وفي السياق ذاته، دعا عقيل كافة الدول الأفريقية إلى الالتفات لأهمية الآليات الأممية والأفريقية لحماية حقوق الإنسان، ودورها في تهيئة بيئة مستجيبة للمنظور الجنسانى، وختاماً أوصي عقيل بالسعي نحو موقف أفريقي مشترك لدفع أجندة النوع الاجتماعي.
ومن جانبها أكدت بسنت عصام الدين؛ نائب مدير وحدة التنمية المستدامة بمؤسسة ماعت للسلام، أن مبدأ تعزيز المساواة بين الجنسين هو قوام أساسي في الخطط التنموية الدولية والقارية. وخلال اليوم الثاني شاركت في حلقة نقاش حول العنف القائم على النوع الاجتماعي في دول النزاع المسلح في أفريقيا من وجهة نظر حقوقية على مسرح الهلال الأحمر المصري. وخلال الحلقة أشارت إلى عدد من الإحصائيات المقلقة حول العنف ضد النساء والفتيات في أفريقيا، خاصة أفريقيا جنوب الصحراء والتي ترتفع فيها معدلات العنف عن المتوسط العالمي بلوغاً نسبة 44٪ من النساء والفتيات.
واختتمت الجلسة بتوصية لكافة الحكومات الأفريقية بضرورة معالجة الأطر التشريعية التي تفاقم من ظاهرة العنف الاجتماعي، عن طريق ادراج خطط طويلة المدى ضمن الأطر القانونية والتشريعية والتي يجب ان تكون متسقة مع الأطر القانونية الدولية والإقليمية لحماية حقوق المرأة.
يذكر أن تلك الاحتفالات تضمنت مشاركة من قبل عدد من سفارات الدول الأفريقية في القاهرة، بجانب تمثيل من أساتذة كلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، كذلك حضور حوالي 100 شاب وفتاة من أكثر من 15 دولة أفريقية للمشاركة في تلك الاحتفالات القارية.