يحتفل العالم كل عام في ٩ أغسطس باليوم العالمي للشعوب الأصلية، وهي الفرصة التي تجدها مؤسسة ماعت سانحة لتسليط الضوء على الأزمات والتحديات التي تواجهها نساء الشعوب الأصلية، وذلك في ضوء اهتمام الأمم المتحدة بإحياء الدور الذي تضطلع به نساء الشعوب الأصلية في صون المعارف التقليدية ونقلها.
ففي السنوات الأخيرة، خطت نساء الشعوب الأصلية خطوات هامة في النهوض بحقوقهن كنساء وكشعوب أصلية من خلال الدور الحاسم الذي تلعبه في صون معارف الأسلاف ونقله، هذا فضلاً عن الدفاع عن الغابات والأنهار والأراضي التي يقيم بها مجتمعاتهن، وهي أشياء لا غنى عنها للحفاظ على القيم التقليدية لمجتمعات الشعوب الأصلية، فالأدلة الدامغة التي حصلت عليها مؤسسة ماعت تؤكد أن نساء الشعوب الأصلية تحملن أعباء متعددة تتمثل في إعالة أسرهن، والحفاظ على الممارسات الثقافية لشعوبهن، بصفتهن في الصفوف الأمامية للدفاع عن حقوق الشعوب الأصلية.
وفي غمرة ذلك أكد الخبير الحقوقي ورئيس مؤسسة ماعت أيمن عقيل؛ أنه على الرغم من المساهمات التي لا تقدر بثمن لنساء الشعوب الأصلية في الحفاظ على الحياة والثقافة والبيئة، إلا أنهن يتعرضن لأشكال مختلفة من الانتهاكات الحقوقية الجسيمة، ويأتي على رأس هذه الانتهاكات مستويات التمييز الصارخة في شتى مناحي الحياة، هذا إضافة إلي مستويات الفقر العالية، مع تدني المؤشرات التعليمية لكثيرًا منهن علي نحو واسع النطاق، وأضاف عقيل أن النساء معرضات أيضًا لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي والاعتداءات الجسدية والجنسية والعنف العائلي والزواج المبكر والقسري وجرائم الشرف، بشكل متجذر في هياكل السلطة الأبوية داخل المجتمعات الأصلية، فنساء السكان الأصليين في كندا على سبيل المثال يتعرضن للعنف بمعدل سبع مرات أعلى من النساء من غير السكان الأصليين.
وفي هذا النسق، أوضح عقيل أن نساء وفتيات الشعوب الأصلية تتأثر بأزمات التغير المناخي والتدهور البيئي بشكل واسع الأثر، وأشار عقيل أن المدافعات عن حقوق البيئة من الشعوب الأصلية يتعرضن للقتل والعنف وحملات التشهير لإجبارهن على وقف أنشطتهن الحقوقية، وفي سياق متصل أدان عقيل بشدة عسكرة أراضي الشعوب الأصلية وتأثيرها على حقوق النساء في العديد من المناطق عبر العالم ومنها الهند وميانمار ونيبال والفلبين وتايلاند وتيمور الشرقية، فالأنشطة العسكرية المختلفة تؤدي إلي ارتفاع العنف الجنسي ضد النساء والفتيات من الاغتصاب الجماعي والاستعباد الجنسي وقتل النساء.
وأفاد عقيل إن مستوى الإفلات من العقاب الذي يتمتع به الجناة للجرائم المرتكبة ضد النساء من المجتمعات الأصلية، تزيد من الخطر الذي يتعرضن إليه في ضوء تكرار هذا النمط من الجرائم بشكل متكرر، مؤكدً أن التحديات والأزمات التي تواجهها نساء الشعوب الأصلية لا تزال تستعصي على الحل، وداعيًا منظمات المجتمع المدني إلي العكوف على إيجاد حلول فعالة لمثل هذه المشكلات.