الخميس. نوفمبر 21st, 2024

أنا زوجة في الثلاثين من عمري تزوجت زواج تقليدي «صالونات» زوجي يكبرني بحوالي ثلاث سنوات، ومن أول يوم زواج كان زوجي ودودًا جدًا وعاملني أفضل معاملة، أنجبت ولدين بعد أربع سنوات في إنتظار، وكان لا يسمح لأحد من أهله أن يسألني عن تأخر الإنجاب أو يجرحني، كان كريمًا في مشاعره وماله، لكنه به عيبًا جَسِيمًا، صعب أن أصمت عنه، علاقاته النسائية تصل لحد الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي واكتشفت هذا الأمر بالصدفة كنت أبحث عن رقم هاتف

أخته لأنني فقدت جميع الأرقام نتيجة فيروس أصاب هاتفي، فوجدت رسالة من أكونت غير نظيف، لم أفتح الرسائل لكن محتوى الرسائل ظاهر ووجدت أنه له علاقات بأكثر من امرأة، فتظاهرت بعدم معرفتي وكنت أدعو الله بدموع العين، أن يتم عَليّ الله فضله ويشفيه من سقمه، وانجذابه لهؤلاء النساء، داخلي جرحًا وأتساءل لما فعل ذلك!؟ فحاولت أن أدفعه نحو التقرب إلي الله فكنا نصلي معًا، وأرسل له فيديوهات دينية، ثم في ذات يوم رأيت بالرؤيا أننا نطوف بالكعبة، فطلبت منه أن نؤدي فريضة العمرة معًا كأسرة وخصوصًا أن أبناءنا صارا في المرحلة

الإعدادية وهما مجتهدين ومتفوقين في الدراسة، وكان علينا أن نشكر الله على عطاءه، فوافق، و وجدته يبكي وهو ساجد أمام الكعبة فشعرت أن الله سيأخذ بيده، لكن هذا التصرف مثل الإدمان يتعافى منه من يصاب به شيئًا فشيئًا، بالإصرار وكثرة المحاولات للأمتناع، ولكن بعد شهر لاحظت عودته فصارحته أنني علمت بما يفعل وعاتبته، فثار ووبخني أنني «أفتش» في هاتفه وأنكر، قال: هي رسائل مهجورة ولم يرد عليها ولو لمرة، المشكلة أن أبننا الأكبر سمع هذا الحديث، وعندما فجيء به ووجد

الدهشة على وجهه أتهمني أنني أشوه صورته أمام أبنائه، مع أنني فجئت مثله، وثار وكسر الهاتف وغادر البيت و خاصمني حوالي أربعة أيام، كنت أدعو الله فيهم ليل نهار، ثم بدأ يعود لطبيعته في حديثه معي فهو يملك قلبًا طيبًا ومحبًا لي ولأبناءه، ولاحظت أن هذا الموضوع بدأ يقل و وجدته يترك هاتفه في أي مكان، فادركت أن الله تاب عليه، نحن بشر وللبشر أخطاء ليسوا معصومين، و كان عَلِيّ أن أتغاضى وأصمت حتى يتوب الله عليه، و أهتم به أكثر وأهتم بنفسي ربما انشغالي

بالأولاد جعلني أعطيهم كل اهتمامي دونه، وغلطتي أنني تحدثت في وجود الأبناء في البيت، كان عليّ أن لا أجعله يبدو صغيرًا بتصرفه هذا أمامي وأمام ابنه الذي سمع الحوار، أنني أنصح كل زوجة أن لا تبحث في جوال زوجها، فالله مطلع، يكفي أنني استودعت الله بيتي وأسرتي لله سبحانه فأعادهما لي، وهو يهدي من يشاء، ثم بعد أسبوع سافر لأنه يمتلك شركة سياحة لها فرعًا خارج البلاد، بعد يومين هاتفني والده وقال أجهز نفسي والأولاد لأننا سنسافر معه، لأن زوجي بالمشفى أصيب بأزمة قلبية لمشاكل بالعمل، وسيجري عملية،

عندما رآنا تأثر بشدة، وأعتقد أنها لم تكن وعكته بسبب مشاكل العمل فقط ولكن ربما لوضعه في موقف محرج أمام ابنه وَخُصُوصًا أنه في سن المراهقة، لأنه لطالما كان حلم أن يصير عنده أبناء، وكان يحافظ دائمًا أن يكون مثال يحتذى به، قَبل أبنائه يده وأخبراه أنه الأب الذي تمنياه، وأنهم اجتازا الاختبارات بنجاح، فابتسم فرحًا بهما، بعد مرور فترة وأطمأننا عن حالته عدنا للوطن، وعادت المياه لمجاريها، وأقسمت أن أحافظ على بيتي وزوجي ولا أقترب من هاتفه حتى لا أثير فضولي للبحث، أن كل كلمة جارحة حتى لو كنا على حق، ستصيب البيت بشرح قد لا يمكن ترميمه.

نجلاء محجوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *