حذر خبراء أفارقة من تنامي خطابات الكراهية عبر الإنترنت، لا سيما التي تستهدف الشباب الأفارقة، وأكدوا أن استهداف الشباب ضمن سياسات فعالة هو الخطوة الأولى والأساسية للقضاء على ظاهرة خطابات الكراهية في إفريقيا. جاء ذلك في الويبينار الذي عقدته مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان بالتعاون مع مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي للحوار بين الأديان والثقافات (كايسيد)، تحت عنوان: “خطاب الكراهية عبر الإنترنت في إفريقيا ودور الشباب في مكافحته”، وذلك على هامش مشروع “بناة السلام في مصر: مكافحة خطاب الكراهية باسم الدين”.
وخلال الفاعلية؛ أوضحت مونيكا مينا؛ مدير وحدة المشروعات والبرامج في مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، العلاقة الوطيدة بين خطاب الكراهية والإرهاب. وسلطت “مينا” الضوء على تأثير خطابات الكراهية على انتشار الإرهاب في مصر وظهور العمليات خلال العقد الماضي، وذلك من خلال قيادات جماعة الإخوان المسلمين المصنفة كجماعة إرهابية. وأوصت الخبيرة الحقوقية بضرورة تكاتف جميع المؤسسات والفئات المختلفة من أجل مكافحة التأثير السلبي لخطابات الكراهية عبر الإنترنت.
فيما ناقش بينارد أوكوك؛ مستشار السلام والعدل بالمجلس الأفريقي للقادة الدينيين في كينيا، أشكال خطابات الكراهية في منطقة شرق أفريقيا، كذلك السياسات الوطنية والإقليمية التي حاولت منع انتشار خطاب الكراهية في شرق القارة، لكنها غير كافية. وقد أكد “أوكوك” على بالحاجة لصياغة قوانين وطنية تفرق بين مبادئ حرية التعبير والخطابات ذات الطابع التحريضي. فيما أوصى الناشط الحقوقي منظمات المجتمع المدني بتكثيف جهودها مع الشباب لمواجه خطابات الكراهية.
وتطرقت بوسا سيبيلي، المحامية والمدافعة عن حقوق الإنسان والناشطة في مجال مناصرة العدالة الاجتماعية في بوتسوانا، في كلمتها إلى تأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي على الشباب في أفريقيا، خاصة خطابات الكراهية المتعلقة بالمعتقدات الدينية الخاطئة. كما أشارت لأهمية تعاون المجتمع المدني الأفريقي مع المؤثرين على السوشال ميديا في هذا المجال. ونادت “سيبيلي” بخلق بيئة آمنة إلكترونيًا للجميع للتعبير عن أنفسهم وفقًا لأطر قانونية محددة.
وفي نفس السياق، أشارت روزيلا أدهيامبو؛ مدير البرامج في بالمجلس الأفريقي للقادة الدينيين في كينيا، في كلمتها إلى دور رجال الدين في التأثير على الشباب في أفريقيا، وخلال حديثها تطرقت لضرورة قيام كافة هيئات الأمم المتحدة بإشراك الحكومات في مكافحة خطاب الكراهية والتصدي له، وفي ختام حديثها أوصت “أدهيامبو” بأهمية ضم جميع الفئات وإشراكهم في برامج بناء السلام التي تقوم بها الحكومات في أفريقيا.
الجدير بالذكر أن ملف خطاب الكراهية في أفريقيا يأتي ضمن اهتمام مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، كونها عضو الجمعية العمومية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في الاتحاد الأفريقي، وأيضاً لديها صفة مراقب في اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، كذلك هي منسق إقليم شمال أفريقيا في مجموعة المنظمات غير الحكومية الكبرى بأفريقيا التابعة لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة.
للاطلاع على تسجيل الويبنار يرجى زيارة الرابط التالي :