حذر صندوق النقد الدولي من طفرة الطلب على العملات المشفرة التي شهدتها الأسواق هذا العام، مشيرا إلى أن ظهور الأصول المشفرة في الأسواق الناشئة له فوائد، لكن زيادة تداول الأصول المشفرة في هذه الاقتصادات قد تؤدي إلى تهديد استقرار تدفقات رأس المال خاصة مع توقعات التحايل على قيود الصرف ونقص مراقبة تدفقات رأس المال.
و ذكر الصندوق اته جب على الأسواق الناشئة التي تواجه مخاطر تتعلق بالعملات المشفرة تعزيز سياسات الاقتصاد الكلي والنظر في إصدار البنوك المركزية في هذه الدول عملات رقمية، وفقا للتقرير الذي توقع استمرار سوق العملات المشفرة في النمو بشكل سريع خلال الفترة المقبلة وهو ما يمثل فرصا وتحديات في نفس الوقت
نمت القيمة السوقية للأصول المشفرة بشكل كبير وسط تقلبات كبيرة للأسعار، وتضاعفت القيمة السوقية للعملات المشفرة ثلاث مرات تقريبًا هذا العام ووصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2.5 تريليون دولار في أوائل شهر مايو الماضي
لكن القيمة السوقية للعملات المشفرة تراجعت بعد ذلك مع تزايد المخاوف البيئية لزيادة الاعتماد عليها وتصاعد التدقيق التنظيمي العالمي بشأنها، كما ذكر صندوق النقد الدولي، كما زادت القيمة السوقية للعملات المشفرة 4.7% خلال يوم واحد لتقترب حاليا من 2 تريليون دولار.
ارتفع سعر بيتكوين 53% منذ بداية العام وحتى الآن ليصل إلى 44.9 ألف دولار مقابل 29.4 ألف دولار في مطلع يناير الماضي، وبلغت قيمتها السوقية 847 مليار دولار.
قفز سعر عملة Ethereum خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي بنسبة 322.5% ليصل إلى 2.379 دولار حاليا مقابل 737.7 دولار في مطلع العام، وبلغت قيمتها السوقية 366.7 مليار دولار.
و ارتفع سعر عملة Cardano أكثر من 1000% لتصل إلى 2.15 دولار مقابل 0.178 دولار في بداية العام، كما بلغت القيمة السوقية لها 68.9 مليار دولار.
و استمر سعر Tether عند نفس معدلاته البالغة دولار واحد في بداية العام وحتى الآن، ووصلت القيمة السوقية لها إلى 68 مليار دولار، كما ارتفع سعر عملة Binance بنسبة 974% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام إلى 402.39 دولار حاليا مقابل 37.47 دولار في يناير، وسجلت القيمة السوقية لها 68 مليار دولار.
من أهم مخاطر العملات المشفرة أنها أصول متقلبة للغاية وتتسم بالمضاربة خصوصا العملات التي تم إطلاقها كمزحة مثل دوجيكوين، أو التي يطلق عليها عملات الميم، حيث يتأثر سعرها بشدة بما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
وخلال هذا العام، شهدت عملة دوجيكوين تقلبات كبيرة وبعد أن كان يتم تداولها بسعر 0.005 دولار في بداية العام، سجلت مستوى قياسي في 8 مايو لتصل إلى 0.74 دولار، ويبلغ سعرها حاليا 0.2 دولار، وتصل قيمتها السوقية إلى 28.2 مليار دولار.
أكد الصندوق وجود مجموعة من المخاطر تحيط بإطار عمل العملات المشفرة كما دعا إلى مراقبة المخاطر المتعلقة بها خاصة مع عدم كفاية الأطر التشغيلية والتنظيمية في معظم الأنظمة القضائية.
أوصى الصندوق صانعي السياسات بتنفيذ معايير عالمية للأصول المشفرة وتعزيز قدرتهم على المراقبة من خلال معالجة فجوات البيانات حيث أن عدم الكشف عن هوية أصحاب الأصول المشفرة والافتقار إلى المعايير العالمية الموحدة يخلق فجوات كبيرة في البيانات مما يعيق المنظمين عن أداء عملهم بفاعلية، مضيفا أنه مع تنامي دور العملات المستقرة، يجب أن تتوافق اللوائح مع المخاطر التي تشكلها هذه العملات والوظائف الاقتصادية التي تؤديها أيضا.
تطورت العملات المشفرة لتلبية الاحتياجات المتنوعة لاستثمار المضاربة – وهو استثمار ذو درجة عالية من المخاطر حيث يكون التركيز من المشتري على تقلبات الأسعار- وتخزين القيمة وتحويل العملات والمدفوعات، وهو ما جعل التمويل اللامركزي (DeFi) يكتسب زخما من خلال تقديم خدمات جديدة للمستخدمين.
شهدت الفترة الماضية انتقال نشاط التعدين من بعض الدول مثل الصين – التي قامت بحملة لانهاء نشاط التعدين في أوائل هذا العام- إلى الأسواق الناشئة والاقتصادات الناشئة وهو ما يمكن أن يكون له آثارا خطيرة على تدفقات رأس المال وأيضا استهلاك الطاقة في هذه البلاد.
يمكن أن تؤثر هذه التطورات على استهلاك الطاقة حيث يستخدم عمال المناجم الكهرباء لتشغيل أجهزتهم، ووفقًا لبعض التقديرات، يستهلك التعدين في شبكة Bitcoin فقط حوالي 0.36% من الكهرباء في العالم وهو ما يعادل استهلاك الكهرباء في بلجيكا أو تشيلي، ولكن صندوق النقد توقع أن تستهلك الأجيال القادمة من Ethereum طاقة أقل بكثير من Bitcoin.
يمكن أن يتعرض القطاع المصرفي للضغط إذا تم الاعتماد على الأصول المشفرة وأصبحت بديلة للودائع المصرفية المحلية أو حتى القروض.
يعمل الابتكار التكنولوجي على خلق حقبة جديدة تجعل المدفوعات والخدمات المالية الأخرى أرخص وأسرع وأكثر سهولة في التدفق عبر الحدود، كما تتمتع تقنيات الأصول المشفرة بإمكانية استخدامها كأداة لدفع أسرع وأرخص عبر الحدود.
بفضل التكنولوجيا، يمكن تحويل الودائع المصرفية إلى عملات مستقرة تتيح الوصول الفوري إلى مجموعة واسعة من المنتجات المالية من المنصات الرقمية وتسمح بتحويل العملات بشكل فوري، كما يمكن أن يصبح التمويل اللامركزي منصة لتقديم خدمات مالية أكثر ابتكارًا وشمولية وشفافية.