قال الأمين العام للأمم المتحدة إن جائحة كوفيد-19 كانت أكثر الفترات صعوبة التي شهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية. إذ أدت إلى تعميق التفاوتات وتدمير الاقتصادات وإغراق الملايين في براثن الفقر المدقع.
جاء ذلك خلال افتتاح الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة حيث سلّم الأمين العام المطرقة إلى رئيس الجمعية الجديد، السيد عبد الله شاهد، مثنيا على سلفه قائلا: “طوال هذه اللحظة الصعبة والتاريخية، كنا جميعا محظوظين بالاعتماد على قيادة سعادة الرئيس فولكان بوزكير”.
ونسب الأمين العام للأمم المتحدة الفضل إلى الدبلوماسي والسياسي التركي المنتهية ولايته لإعطاء الأولوية للتعافي المستدام، المتجذر في أجندة 2030، ودعم البلدان والمجتمعات أثناء إعادة بناء الأنظمة التي دمرتها الجائحة
افتتح الرئيس الجديد للجمعية العامة، السيد عبد الله شاهد من جزر ملديف، الدورة السادسة والسبعين، مشيرا إلى أن علم بلاده “يرفرف على أعلى قمة اليوم”.
وتحدث عن “القلق الجماعي” شبه العالمي واليأس، وليس كل ذلك مرتبطا بالجائحة، قائلاً: “يجب أن يتغير السرد”، وأن تلعب الجمعية العامة “دورا في ذلك”.
وقال إن هذه اللحظة من التاريخ تدعو إلى الأمل قبل كل شيء، لكي نثبت لسكان العالم أننا “ندرك محنتهم … نستمع إليهم… ومستعدون للعمل معا للتغلب على المشاكل”.
وأنه يمكننا أن نجد الشجاعة “للمضي قدما” و”تطعيم العالم” وتحفيز التعافي من الجائحة بشكل أكثر اخضرارا وشمولية
وقال السيد جوتيريش في الجلسة الافتتاحية للدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة، إن روح الشراكة هذه المتمثلة في قضية مشتركة، هي “القلب النابض لعملنا هنا في الأمم المتحدة”.
ومهنئا السيد شاهد على انتخابه رئيسا للجمعية العامة، أوجز الأمين العام للأمم المتحدة سيرة الدبلوماسي الملديفي الطويلة مشيرا إلى أنه كونه من جزر ملديف، فإنه يجلب منظورا جديدا للتجربة الفريدة للدول الجزرية الصغيرة”.
وقال “السيد الرئيس، إنني أتطلع إلى التعاون الوثيق فيما نعمل على خدمة ودعم البلدان خلال هذه اللحظة غير العادية من الزمن، والوفاء بالوعود الكبيرة والإمكانيات للنظام متعدد الأطراف والأمم المتحدة”، مؤكدا على دعم أسرة الأمم المتحدة وشراكتها الكاملين
الأمين العام للأمم المتحدة تطرق أيضا إلى الصراع وتغير المناخ، وتعميق الفقر والإقصاء وعدم المساواة؛ و”جائحة تستمر في تهديد الأرواح وسبل العيش والمستقبل”.
وقال: “إن هذه التحديات تزداد سوءا بسبب الانقسامات التي تخيف عالمنا – بين الأغنياء والفقراء- [و] بين أولئك الذين يعتبرون الخدمات الأساسية أمرا مسلما به، وأولئك الذين تظل هذه الضروريات بالنسبة لهم حلما بعيد المنال”.
وشدد على الحاجة إلى تسريع استجابتنا لكوفيد-19، باللقاحات والعلاج والمعدات للجميع؛ والاستثمار في التنمية البشرية والرعاية الصحية والتغذية والمياه والتعليم؛ والالتزام بأهداف مناخية جريئة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ COP26 في غلاسكو، في تشرين الثاني/نوفمبر.
قال “الحرب على كوكبنا يجب أن تنتهي. هذه التحديات والانقسامات ليست من قوى الطبيعة. هي من صنع الإنسان”.
كما شدد السيد جوتيريش على الحاجة إلى إعادة الالتزام بقيم الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ودعم أكثر الفئات ضعفاً، والسلام من خلال الحوار والتضامن.
“على مدار العام المقبل، كل يوم، دعونا نبقي هذا العالم الأفضل في الأفق. فلنعيش ونتنفس قيمنا في هذه الجمعية وعبر عملنا”، شدد الأمين العام مخاطبا الرئيس الجديدقائلا: ” الأمانة العامة كلها تحت تصرفكم.