الخميس. نوفمبر 21st, 2024

أظهر بحث اقدم في المؤتمر الدولي لجمعية الزهايمر، أن عدوى فيروس كوفيد-19 يمكن أن تؤدي إلى تلف خلايا المخ خلال المرحلة الحادة من المرض، خصوصا المرضى الذين يدخلون العناية المركزة.

لكن ظهر أن خلايا الدماغ تتعافى بعد مرور 3 إلى 6 أشهر. بعد أن قامت الباحثة في معهد الطب الحيوي بجامعة جوتنبرج في السويد، نيللي كانبرج، في قياس المؤشرات الحيوية في المخ والتي أظهرت عودة المؤشرات الحيوية لخلايا المخ التي تضررت لدى بعض المرضى أثناء الإصابة الحادة بالفيروس الحاد، إلى المستويات الطبيعية بعد أشهر من الإصابة.

و لكن بعض المرضى سيعانون من مشاكل طويلة الأجل، وتقول كانبرج، إن أحد الألغاز هي في عدم معرفتنا بالضبط كيف يدمر الفيروس خلايا المخ، وتقول إنه قد يكون نتيجة مجموعة من العوامل،منها الالتهاب، وإصابات الأوعية الدموية و التخثر.

و أظهرت دراسة أخرى أجريت في الأرجنتين، أن البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، يعانون في الغالب بعد الإصابة بكوفيد-19 من مشاكل في الوظيفة الإدراكية، مثل فقدان الذاكرة والارتباك. ويقول الباحث في علم الأعصاب في مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس في سان أنطونيو، جابرييل إيه دي إيراوسكوين، إن دراسته أظهرت أنه من بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، يعاني نحو 60% من الأشخاص الذين تعرضوا للإصابة بالفيروس من مشاكل في الذاكرة والإدراك. ويشير إلى أن هذه النتائج تمثل زيادة قدرها 10 أضعاف في المشكلات العصبية لدى هذه الفئة من السكان. ومن المثير للاهتمام، أن البالغين الذين فقدوا حاسة الشم أثناء الإصابة بالفيروس هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل في المخ. وقد يكون هذا دليلًا على العلاقة بين كوفيد-19 وأمراض المخ، مثل الزهايمر، والذي يمكن أن يؤدي أيضًا إلى فقدان حاسة الشم. ويقول دي إيراوسكوين: “تتداخل مناطق الدماغ المتأثرة بكليهما. وإذا لم يتعاف كبار السن بشكل كامل، فيمكن أن نواجه حينئذ زيادة كبيرة جدًا في حالات الإصابة بالزهايمر.

و وجدت دراسة أجراها الباحث ا في علم الأعصاب في مستشفى أثينا البحري في اليونان، جورج دي فافوجيوس، أن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما المشاركون في دراسته، اسهروا تدهورا إدراكيا، بما في ذلك مشاكل الذاكرة قصيرة المدى، وأشكال أخرى من ضعف وظائف المخ، بعد الإصابة بالفيروس. و كان الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في المخ هم ممن عانوا من إجهاد ما بعد كوفيد-19، وضعف في وظائف الرئة حتى بعد اختفاء العدوى الأولية. ويقول فافوجيوس إن النتائج التي توصل إليها تظهر أنه يجب على الأطباء فحص مرضى كوفيد-19، حتى الصغار منهم الذين لم يعانوا من أعراض حادة، للبحث عن أعراض التدهور المعرفي.

و قالت نائبة رئيس العلاقات الطبية والعلمية في جمعية الزهايمر، هيذر سنايدر، إن الباحثين في جميع أنحاء العالم سيواصلون البحث حول كيفية تأثير كوفيد-19 بالضبط على المخ، و لا ينبغي للمرضى أن يشعروا بالقلق كثيرا، لأن الإصابة بفيروس كوفيد-19 لا تعني انك ستصاب بمرض ألزهايمر، لأننا لا نعرف ما هو الارتباط بينهما تحديدا، لأنه في حين يبدو أن المرضين يظهران بعض أوجه التشابه، فإن الإصابة بفيروس كوفيد-19 لا يعني أنك ستواجه مشكلات في وظائف المخ. و قالت، نحن لا نعرف لماذا يصاب أحد الأشخاص بمضاعفات مرتبطة بالدماغ بينما لا يعاني من هذه الأعراض شخص آخر.

و قالت إن أفضل طريقة لمنع تلف المخ نتيجة الإصابة بفيروس كوفيد-19 هي عدم الإصابة بالمرض، وهذا سبب آخر لتشجيع الناس على الحصول على لقاح ضد الفيروس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *