أعلن البنك و صندوق النقد الدوليين أن السودان حقق إنجازا مفصليا يمثل خطوة مهمة أخرى نحو استعادة علاقاته مع المجتمع الدولي. فقد بلغ السودان اليوم نقطة اتخاذ القرار في المبادرة المعنية بالبلدان الفقيرة المثقلة بالديون (“هيبيك”)، ليصبح البلد الثامن والثلاثين الذي يتأهل للحصول على تخفيف لأعباء ديونه في إطار المبادرة التي اشترك في إطلاقها البنك الدولي وصندوق النقد لدولي في عام 1996 لضمان ألا يواجه أي بلد فقير عبء مديونية يتعذر عليه التعامل معه.
وهذه أكبر عملية من هذا القبيل بلا منازع في إطار مبادرة “هيبيك” – إذ تتيح تخفيفا كليا لأعباء الديون بقيمة 23,3 مليار دولار أمريكي بالقيمة الحالية، أي أكثر ثلاث مرات من أكبر حالة تليها في إطار المبادرة، وتمثل حوالي 36% من المجموع التراكمي لمساعدات تخفيف أعباء الديون الممنوحة في إطار المبادرة إلى 37 بلدا سبق لها الاستفادة منها. وسيتم استكمال هذا التخفيف بمبادرات تخفيفية أخرى ترتكز على مبادرة “هيبيك” ستصل بمجموع المساعدات إلى أكثر من 50 مليار دولار أمريكي بصافي القيمة الحالية، وهو ما يمثل 90% من مجموع الدين الخارجي الذي يتحمله السودان. وهذا الإنجاز المفصلي يضع السودان على مسار التحرر من عبء المديونية الثقيل الموروث من الماضي.
وبعد استكمال توحيد سعر الصرف، قام السودان في مارس الماضي بتسوية متأخراته تجاه المؤسسة الدولية للتنمية، مما سمح له باستعادة علاقاته كاملة مع مجموعة البنك الدولي بعد حوالي ثلاثة عقود. ومهد هذا السبيل لحصوله على منح جديدة من المؤسسة الدولية للتنمية بقيمة ملياري دولار تقريبا، بما في ذلك عن طريق الدعم المعزز من المؤسسة تقديرا لما حققه السودان من تحسن جدير بالإعجاب وجهود إصلاحية مستمرة. ويمثل اليوم يوما تاريخيا أيضا بالنسبة لصندوق النقد الدولي، إذ تمت أيضا تسوية الديون المستحقة له، ولم يعد للصندوق أي متأخرات طويلة الأمد مستحقة على أي بلد للمرة الأولى منذ عام 1974.
ونحن نهنئ حكومة السودان وشعبه على الجهد الشاق الجدير بالإشادة وعلى التقدم الذي أحرز في تحقيق هذا الإنجاز الكبير. ونتوجه بالشكر إلى كل المانحين والشركاء الذين ساهموا في هذا الجهد، بما في ذلك الدعم المبكر والضروري الذي قدموه لحماية أكثر الفئات ضعفا، من خلال برنامج دعم الأسر السودانية بقيمة 820 مليون دولار أمريكي والذي ساهمت في تمويله منح ما قبل تسوية المتأخرات التي قدمتها المؤسسة الدولية للتنمية والدعم المقدم من المانحين. وسنواصل تقديم الدعم لإنعاش اقتصاد السودان ومساندة استراتيجيته للحد من الفقر في السنوات القادمة، وندعو المجتمع الدولي إلى مواصلة دعم السودان للحفاظ على هذا الزخم.