الثلاثاء. ديسمبر 3rd, 2024

توفي وزير الدفاع الأمريكي الأسبق دونالد رامسفيلد، أحد صناع القرار الأساسيين في إدارة الرئيس جورج بوش الابن.

وقالت عائلة رامسفيلد في بيان، اليوم ، إنه توفي في مدينة تاوس بولاية نيومكسيكو عن عمر 88 سنة.

وكان رامسفيلد يعتبر أحد أكثر وزراء الدفاع الأمريكيين نفوذا منذ عهد الوزير روبرت ماكنامارا، الذي كان يشغل هذا المنصب خلال الحرب في فيتنام، وهو أيضا وزير الدفاع الذي كانت له ثاني أطول فترة في هذا المنصب في التاريخ الأمريكي، وهو كان من بين دعاة اتخاذ موقف شديد في الأمور الدولية.

وولد رامسفيلد عام 1932 في شيكاغو، والتحق بالقوات البحرية الأمريكية في 1954، حيث خدم بها حتى 1957.

وبدأ رامسفيلد مسيرته السياسية في الستينات، حيث تم انتخابه عضوا في مجلس النواب الأمريكي عن الحزب الجمهوري. وفي 1970 – 1971 كان رامسفيلد مستشارا للرئيس ريتشارد نيكسون، ثم مندوبا أمريكيا لدى الناتو في 1973 – 1974.

وتولى رامسفيلد منصب وزير الدفاع في الفاره 1975 – 1977 في إدارة الرئيس جيرالد فورد، وكان يشرف خلال تلك الفترة على الانتقال من الخدمة الإلزامية إلى الطوعية في الجيش الأمريكي.

وبعد سنوات طويلة من العمل في القطاع الخاص، عاد رامسفيلد إلى منصب وزير الدفاع في 2001 بعد تولي جورج بوش الابن الرئاسة.

وأصبح دونالد رامسفيلد من بين أبرز الشخصيات الذين كانوا وراء إطلاق العملية العسكرية في أفغانستان عام 2001 و”الحرب على الإرهاب” عقب هجوم تنظيم “القاعدة” في 11 سبتمبر، وكذلك الحرب على العراق عام 2003، والتي أسفرت عن سنوات طويلة من الانفلات الأمني في العراق.

وكان رامسفيلد يحذر من خطورة أسلحة الدمار الشامل العراقية التي لم يتم العثور عليها بعد التوغل في العراق، وحدثت أثناء فترته في المنصب إحدى أكبر الفضائح التي أساءت إلى سمعة القوات المسلحة الأمريكية، وهي المتعلقة بالتعذيب وإهانة السجناء في سجن أبوغريب.

وكان رامسفيلد مسؤولا عن السماح باستخدام الأساليب العنيفة لاستجواب المحتجزين المشتبه بهم في قضايا الإرهاب.

وتمت إقالته من منصب وزير الدفاع في نوفمبر 2006 وسط انتقادات شديدة بسبب الحرب في العراق، وذلك بعد أيام من إعلان بوش أن رامسفيلد باق في المنصب حتى انتهاء ولاية بوش الرئاسية.

ويحمل الكثير من المحللين رامسفيلد المسؤولية الشخصية على الأخطاء الأمريكية في العراق، منها العدد القليل للعسكريين الذين تم إرسالهم إلى العراق، مما جعل من المستحيل الحفاظ على الاستقرار في البلاد في أعقاب الإطاحة بصدام حسين، إضافة إلى القرارات المثيرة للشكوك التي اتخذها قائد الإدارة العسكرية الأمريكية في العراق بول بريمر، منها حل القوات المسلحة العراقية.

وبعد ترك رامسفيلد لمنصبه أجرى الوزير الجديد روبرت جيتس تغييرات جذرية في قيادة واستراتيجية القوات الأمريكية في العراق.

ويوجه المنتقدون نفس الاتهامات إلى رامسفيلد بشأن أفغانستان، حيث لم تتمكن الولايات المتحدة من السيطرة على الأوضاع الأمنية على الرغم من إسقاط حكم حركة “طالبان” بسرعة، وعدم قدرة القوات الأمريكية على القبض على أسامة بن لادن، الذي تم القضاء عليه بعد 10 سنوات من دخول أفغانستان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *