عبر البيان الختامي لقمة حلف شمال الأطلنطي عن مخاوف الحلفاء، حيث تضمن النص الصادر في 45 صفحة 79 نقطة على رأسها روسيا والصين والتهديدات الجديدة في الفضاء وعلى الإنترنت والإرهاب وصعود الأنظمة المتسلطة.
خلصت قمة الحلف، إلى أن التعزيزات العسكرية المتزايدة لروسيا، وسعيها لزيادة نفوذها، وقدرتها العسكرية الجديدة والحديثة وسلوكياتها الاستفزازية، خصوصا قرب حدود الحلف ، تشكل تهديدات متزايدة لأمن المنطقة الأوروبية-الأطلسية، وتسهم في زعزعة الاستقرار على طول حدود الحلف الأطلسي وما بعدها.
وجاء في البيان أن الاستراتيجية النووية لروسيا، و برنامجها الشامل للتحديث والتنويع وتوسيع أنظمتها للأسلحة النووية بما في ذلك الزيادة الكمية لأسلحتها النووية غير الاستراتيجية وتنمية قدراتها، لا تزال تسهم وبشكل متزايد في سلوك ترهيبي استراتيجي يزداد عدوانية.
من جهة أخرى ندد الحلفاء بـتكثيف الأنشطة الهجينة خصوصا “محاولات التدخل في الانتخابات والاستحقاقات الديموقراطية لدول التحالف، و حملات التضليل الواسعة النطاق، و الممارسات السيبرانية الضارة التي تستهدف عمل البنى التحتية الحيوية لدول التحالف وتعوقها.
و ذكر البيان أنه طالما أن روسيا لا تحترم القانون الدولي ولا تفي بواجباتها ومسؤولياتها الدولية، لا عودة إلى وضع طبيعي.
و تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن في القمة بأن يدافع عن وحدة أراضي أوكرانيا وأن يحدد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطوطه الحمراء.ووصف بايدن بوتين بالرجل الذكي والصلب، وأكد أن وفاة المعارض الروسي نافالني إذا حدثت ستكون مأساة.
كما اعرب الحلف عن قلقه إزاء الطموحات المعلنة والسلوكيات الحازمة للصين التي تشكل تحديات للنظام الدولي القائم على قواعد، وفي مجالات تكتسب أهمية لأمن التحالف
وجاء في الإعلان الصادر عن القمة أن الصين تعزز بشكل سريع ترسانتها النووية وتستحوذ على عدد كبير من الرؤوس الحربية والنواقل المتطوّرة من أجل التوصل إلى الثالوث النووي.
والثالوث النووي مصطلح يشير إلى طرق إطلاق الأسلحة النووية من الترسانة الاستراتيجية والتي تتألف من ثلاثة مكونات، قاذفة قنابل استراتيجية، صاروخ بالستي عابر للقارات، وصواريخ باليستية تطلق من الغواصات.
وتابع الإعلان أن الصين تتعاون عسكريا أيضا مع روسيا خصوصا من خلال المشاركة في تدريبات روسية في المنطقة الأوروبية-الأطلسية.
وأعرب الحلفاء عن رغبتهم في مواصلة حوار بناء مع بكين متى أمكن، ودعوا الصين إلى احترام تعهّداتها الدولية وإلى التحلي بالمسؤولية في المجالات الفضائية والسيبرانية والبحرية بما يتناسب مع صفتها دولة عظمى.
و اعتبر البيان الختامي للقمة أن الإرهاب بكل أشكاله وتجلياته يبقى تهديدا قائما لنا جميعا. و هناك جهات حكومية وغير حكومية تشكك في النظام الدولي القائم على قواعد وتسعى إلى تقويض الديمقراطية في العالم أجمع”.
وتابع أن انعدام الاستقرار خارج حدودنا يسهم أيضا في الهجرة غير النظامية وفي الاتجار بالبشر.
وأضاف الحلفاء نواجه بشكل متزايد تهديدات سيبرانية وهجينة وغيرها من التهديدات غير المتكافئة، بما في ذلك حملات تضليل والاستخدام الضار للتقنيات الناشئة والمدمرة المتزايدة التعقيد،إن التقدم السريع في المجال الفضائي يؤثر على أمننا.
واعتبر الحلفاء أن الهجمات السيبرانية والهجمات الفضائية يمكن أن تؤدي إلى تفعيل المادة الخامسة من المعاهدة التي تلزم الحلفاء مساعدة البلد المستهدف.
و جاء في البيان أن حلف شمال الأطلنطي يقر بأهمية دفاع أوروبي أكثر قوة وكفاءة. إن تطوير القدرات الدفاعية المتّسقة والتكاملية والقابلية للتشغيل بشكل متبادل، مع تجنّب ازدواجية الوظائف العديمة الجدوى، أمور أساسية في إطار جهودنا لجعل المنطقة الأوروبية-الأطلسية أكثر أمانا.
و شدد البيان على أن الحلف يبقى إطارا دفاعيا قويا مشتركا عابرا للأطلنطي، والمنتدى الأساسي للتشاور بين الحلفاء واتخاذ القرارات الأمنية.
و شدد البيان على أن انسحاب قواتنا لا يعني نهاية علاقاتنا مع أفغانستان.
وتابع البيان أن الحلف سيواصل توفير التدريب والدعم المالي لقوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية.
وأضاف الحلفاء أن الحلف سيبقي على مكتب لممثل مدني رفيع في كابول من أجل متابعة الالتزام الدبلوماسي وتعزيز شراكتنا مع أفغانمكتبج.
وتابع البيان أنه مع الأخذ في الاعتبار أهمية مطار حميد كرزاي في الحفاظ على حضور دبلوماسي ودولي وفي ربط أفغانستان ببقية أنحاء العالم، سيقدّم الحلف تمويلا انتقاليا بشكل يضمن استمرارية الأنشطة في المطار.