استمع مجلس الأمن، إلى إحاطتين بشأن الوضع في سوريا، قدمهما كل من رامش راجاسينغهام، نائب منسق الإغاثة في حالات الطوارئ؛ وخولة مطر، نائبة المبعوث الخاص للأمين العام إلى سوريا.
رامش راجاسينغهام ركز في إحاطته على خمسة مجالات شملت: وضع النازحين في جميع أنحاء سوريا بالتزامن مع اقتراب فصل الشتاء؛ الأثر الإنساني للأزمة الاقتصادية؛ حماية المدنيين؛ وصول المساعدات الإنسانية؛ والمساعدة التي تقدمها المنظمات الإنسانية في جميع أنحاء سوريا.
فيما يتعلق بأوضاع النازحين، قال نائب منسق الإغاثة في حالات الطوارئ إن هناك 6.7 مليون نازح في سوريا وإن ثلثهم يفتقر إلى المأوى المناسب الذي يوفر حماية كافية من العوامل الجوية، مع عدم وجود الأساسيات التي تقي النازحين من البرد مثل وقود التدفئة والبطانيات والملابس الدافئة والأحذية.
وأوضح أن أكثر من 3 ملايين شخص في جميع أنحاء سوريا بحاجة إلى هذا النوع من المساعدة في فصل الشتاء، مشيرا إلى أن الأمطار الغزيرة تتسبب في حدوث فيضانات في بعض المناطق، حيث تضررت أو دمرت مئات الخيام في مواقع النزوح في إدلب وغرب حلب جراء الفيضانات خلال الشهر الماضي.
يقول صبي يبلغ من العمر 12 عاما فرّ إلى مخيم الهول في شمال شرق سوريا: “الجو بارد جدًا هنا، وفي الليل الرياح قوية جدا وباردة لدرجة أن البطانيات لا تكفي للشعور بالدفء”.
أشار نائب منسق الإغاثة في حالات الطوارئ إلى انخفاض قيمة الليرة السورية بشكل مطرد خلال الشهر الماضي، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الضرورية والوقود بشكل كبير.
وقال إن الناس أصبحوا بشكل متزايد غير قادرين على إطعام أسرهم، مبينا أن ما يقدر بنحو 9.3 مليون شخص في سوريا يعانون حاليا من انعدام الأمن الغذائي، أي بزيادة 1.4 مليون شخص عن العام الماضي مع توقعات بازدياد هذا العدد.
منذ اتفاق وقف إطلاق النار في مارس / آذار، يقول السيد رامش، عاد حوالي 240 ألف نازح إلى بلدات وقرى جنوب إدلب وغرب حلب. وتتعرض بعض هذه الأماكن إلى الهجوم مرة أخرى.
“أفادت تقارير بمقتل ثمانية مدنيين على الأقل، بينهم أطفال، وإصابة 15 آخرين على الأقل نتيجة القصف والغارات الجوية في الشمال الغربي هذا الشهر. وكان من بين القتلى عاملا إغاثة كانا في طريقهما إلى مساحة صديقة للأطفال تدعمها اليونيسف”.
وقال المسؤول الأممي إنه وعلى مدار الشهرين الماضيين، قُتل ما لا يقل عن ستة من العاملين في المجال الإنساني وأصيب ستة آخرون في شمال غرب سوريا.
وأشار إلى أن المدنيين، في جميع أنحاء البلاد، لا يزالون يتعرضون لانتهاكات وإساءات خطيرة، بما في ذلك الاحتجاز التعسفي والاختطاف والإعدام خارج نطاق القضاء.
وقال نائب منسق الإغاثة في حالات الطوارئ إن جميع المساعدات الأممية المتجهة إلى شمال حلب والتي كانت تصل في السابق عبر معبر باب السلام الحدودي يتم الآن إعادة توجيهها لتصل عبر باب الهوى.
ورغم إفادته بتواصل الجهود الرامية لسد الثغرات في المساعدة الطبية في شمال شرق سوريا، إلا أنه أكد أن الخدمات الصحية ضعيفة للغاية في جميع أنحاء البلاد وتتعرض الآن لضغط كبير بسبب تداعيات كـوفيد-19.
وأفاد رامش راجاسينغهام بتقديم مساعدات غذائية منتظمة إلى 5.4 مليون شخص؛ المساعدة الغذائية الطارئة لـ 1.5 مليون امرأة حامل ومرضع وطفل دون سن الخامسة؛ وتقديم المواد الضرورية غير الغذائية، مثل البطانيات والأغطية البلاستيكية وحاويات المياه إلى ما يقرب من 3 ملايين شخص؛ التحويلات النقدية بمبلغ 68 مليون دولار إلى مليون شخص، بما في ذلك 430 ألف لاجئ فلسطيني؛ بدء إجراء اختبار كوفيد-19 في تسعة مختبرات في سبع محافظات، وإنشاء 34 موقعا لعلاج الفيروس مع توفير 1433 سريرا للمرضى ممن يعانون من حالات متوسطة و 303 من الأسرة للحالات الحرجة.
نقلت منظمة الصحة العالمية 55 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية على مدار يومين عبر معبري باب الهوى وباب السلام إلى شمال غرب سوريا
وبدورها، أبلغت خولة مطر مجلس الأمن بأنه يجري الانتهاء من وضع الخطط النهائية لعقد الجلسة الرابعة للهيئة المصغرة للجنة الدستورية المقرر في الفترة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 4 ديسمبر/كانون الأول في جنيف.
وأشارت إلى أنه سيتم التأكد من ضمان اتباع بروتوكولات الصحة والسلامة، بصورة أكثر صرامة، مبينة أن الرئيسين المشاركين وأعضاء اللجنة الدستورية قد التزموا تماما باتباع الإجراءات اللازمة. وأضافت: “نواصل مراقبة تطور الوضع بشأن كوفيد-19 في جنيف قبل عقد الاجتماع.
بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، نقلت السيدة خولة مطر لمجلس الأمن تأكيد النساء السوريات اللواتي شاركن في المشاورات الأخيرة على أن السلام والأمن يعنيان إنهاء جميع أشكال العنف:
“لا تزال المرأة السورية تعاني من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وهو ما تم توثيقه على نطاق واسع. أدت الإجراءات التي تم وضعها لمنع انتشار كوفيد-19 إلى زيادة انتشار العنف المنزلي وزواج الأطفال والتحرش الجنسي. وفي الوقت نفسه، فقد ظلت المرأة السورية في طليعة المبادرات الرامية للاستجابة للأزمة الصحية”.
من جهته تطرق المندوب السوري الدائم لسوريا لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، إلى المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين الذي انعقد في قصر المؤتمرات في العاصمة السورية دمشق. وقال الجعفري إن المؤتمر الذي استمر ليومين من 11 وإلى 12 من نوفمبر الجاري “يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام من أجل العودة الآمنة والكريمة للاجئين والنازحين.”
وأبلغ مجلس الأمن أن المشاركين رفضوا في الوثيقة الختامية الإجراءات القسرية الأحادية المفروضة على سوريا والاحتلال الأجنبي ونهب موارد البلاد. وقال إن المشاركين جددوا التزامهم بحل سياسي بقيادة وملكية السوريين واتفقوا على أن اللجنة الدستورية يجب أن تقوم بعملها دون تدخل خارجي أو فرض جداول زمنية ملفقة.
وأعرب السفير السوري عن أسفه لأن مشاركة الأمم المتحدة اقتصرت على صفة مراقب، ما وصفه بتعليمات أمريكية. وقال إنه في الوقت الذي لم تكن فيه الأمم المتحدة ممثلة في المؤتمر، دخل وفد أممي إدلب بشكل غير قانوني دون إذن مسبق من الحكومة السورية، بحسب ما جاء على لسان بشار الجعفري.