يصادف عام 2020 الذكرى العشرين لاعتماد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325 لعام (2000) بشأن المرأة والسلام والأمن، وهو قرارٌ رائد ترأسته القيادات النسائية. كان ذلك القرار الأول الذي يعترف بدور المرأة القيادي في تحقيق السلام والأمن الدوليين وإسهاماتها في منع النزاعات وحفظ السلام وحل النزاعات وبناء السلام . إن تنفيذ أولويات المرأة والسلام والأمن هو التزامٌ سياسي غير قابل للتفاوض لدى الأمين العام للأمم المتحدة ضمن عمله من أجل حفظ السلام (A4P )، الذي يعيد التأكيد على أن مشاركة المرأة الكاملة والهادفة والمتساوية مع الرجل في عمليات السلام والحلول السياسية ضروريةٌ للعمل الفعال في مجال حفظ السلام والوصول إلى نتائج سلام مستدامة.
ومع أنه قد تم تحقيق مكاسب متعددة لتعزيز مشاركة المرأة على مر السنين بالفعل، سواءً ضمن قوات حفظ السلام أو كقياديات في عمليات السلام والعمليات السياسية في بلادهن، إلا أنه وبعد مرور 20 عاماً وصدور عشرة قرارات، من الواضح أنه لا يزال هنالك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به . إذ تواصل القيادات النسائية عبر الشبكات والمنظمات المتنوعة قيادة حل النزاعات والتوسط بشكل غير رسمي في إحلال السلام على المستوى الإقليمي والوطني والمجتمعي، والمناصرة السياسية لتحقيق مشاركتهن الكاملة في عمليات السلام والعمليات السياسية، لكن مشاركتهن تبقى في الغالب غير محورية في عمليات السلام الرسمية، حتى في الحالات التي وقّعن فيها على اتفاقيات السلام، كما هو الحال في جنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى .
تعمل القيادات النسائية على الخطوط الأمامية للاستجابة لكوفيد-19 وتساعد في التخفيف من المخاطر السياسية المرتبطة بالجائحة. وفي الوقت ذاته، تهدد الجائحة المكاسب التي تحققت مؤخراً على صعيد مشاركة المرأة في عمليات السلام والعمليات السياسية، وقد عرّضت بالفعل النساء والفتيات لمخاطر أكبر فيما يخص الفقر والعنف، بما في ذلك الارتفاع المسجل بالفعل في حالات العنف الجنسي والجنساني.
نحن على مفترق طرق: إما أن نفقد المكاسب التي تم تحقيقها بشق الأنفس في مجال حقوق المرأة والسلام المستدام، أو نحقق مساواة وصمود أكبر على طريقٍ يؤدي إلى سلامٍ دائمٍ وشامل. إن ضمان المشاركة المتساوية والهادفة للمرأة في جميع مجالات السلام والأمن أمرٌ حيوي للاستجابة لهذه الأزمة وخلق عالمٍ أفضل وأكثر استدامة.
تظل إدارة عمليات السلام ملتزمة بتنفيذ الولايات المتعلقة بالمرأة والسلام والأمن، ولا سيما المشاركة الكاملة والهادفة للمرأة في صنع القرار، وقد عَدَّلت الأولويات للاستجابة لأزمة كوفيد-19 الفورية من خلال مجموعة من التدابير السياسية وإجراءات الوقاية والتخفيف.
تقف حافظات السلام على الخطوط الأمامية في هذه المعركة ويشكلن جزءاً لا يتجزأ من تنفيذ ولايات البعثة، حتى في ظل القيود الحالية، ومع اتخاذ جميع التدابير الاحترازية.
تواصل عمليات حفظ السلام الاستفادة بشكلٍ كبير من شراكاتها الحالية مع السلطات الوطنية والمنظمات النسائية والقادة والشبكات. ويتضمن ذلك دعم دعوة الأمين العام لوقف إطلاق النار على الصعيد العالمي وإيجاد طرق إبداعية لتسريع المشاركة الهادفة للمرأة في العمليات السياسية، كالانتخابات، من خلال دعم الآليات الرسمية لتنفيذ اتفاقيات السلام وتشكيل الحكم المحلي وهياكل الحماية في سياقات مختلفة
دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للعمل بشأن المرأة والسلام والأمن في سياقات حفظ السلام
و في مناقشة في اجتماع مائدة مستديرة افتراضي بشأن المرأة والسلام والأمن في سياقات حفظ السلام، قدم الأمين العام أنطونيو جوتيريش دعوة لحشد الجهود لشركاء حفظ السلام من أجل استدعاء الإرادة السياسية وإعادة الالتزام بجدول أعمال المرأة والسلام والأمن (WPS) . جرى هذا الحدث في سياق الذكرى السنوية العشرين لاعتماد قرار مجلس الأمن رقم 1325 الهام هذا، الذي يقر بدور المرأة كعامل رئيسي للسلام. وبحضور أربع قيادات من مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى ودارفور وقبرص، استمع الأمين العام إلى ما جرى تداوله بشأن التقدم المحرز والتحديات المتبقية في تنفيذ جدول الأعمال ذي الأولوية هذا في عددٍ من المجالات الرئيسية : من مشاركة المرأة في عمليات السلام وحل النزاعات، إلى تأثير جائحة كوفيد-19 على النساء وضمان أصوات النساء كناخبات ومرشحات في الانتخابات.