الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

من المصلحة الذاتية الوطنية والاقتصادية لكل بلد العمل معا لتوسيع نطاق الوصول إلى الاختبارات والعلاجات بشكل كبير، ودعم لقاح يكون منفعة عامة عالمية – “لقاح للناس” متاح وبأسعار معقولة للجميع في كل مكان.

هذا ما أكده أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال استضافته لحدث رفيع المستوى حول “معالجة كـوفيد-19 معا من خلال مسرّع الإتاحة ACT”.

عُقدت الفعالية عبر تقنيات التواصل عن بعد، التزاما بمسؤولية اتباع الإرشادات الطبية المتعلقة بالتباعد البدني للمساهمة في السيطرة على انتشار فيروس كورونا.

الحدث الذي شارك في استضافته أيضا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس غيبريسوس وحكومتا المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا، دعا بشكل عاجل إلى دعم مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 – وهي نهج متعدد الأطراف، والحل الواعد الأكثر شمولاً لإنهاء الجائحة.

وهذه المبادرة التي تم إطلاقها في نيسان/أبريل الماضي من قبل منظمة الصحة العالمية مع المفوضية الأوروبية وفرنسا ومؤسسة بيل وميليندا غيتس وبدعم من الأمين العام للأمم المتحدة والعديد من رؤساء الحكومات، تحتاج إلى 35 مليار دولار لوضع حل شامل بالحجم والسرعة اللازمين لإنقاذ الأرواح وسبل العيش، وفي النهاية مساعدة العالم على التعافي وإعادة البناء في أعقاب الجائحة المدمرة.

تغطي ركائز العمل الأربع للمبادرة جميع جوانب التطوير والإنتاج والوصول العادل إلى اختبارات كوفيد-19 والعلاجات واللقاحات.

UNICEF Syriaالمختبر المركزي في دمشق وهو المختبر الوحيد الذي يقوم باختبار كوفيد-19 حتى الآن في سوريا.

وفي كلمته أمام الحدث رفيع المستوى، قال الأمين العام للأمم المتحدة إنه رغم الجهود الاستثنائية لاحتواء انتشارها، تواصل جائحة كوفيد -19 تدمير العالم، حيث فقد مليون شخص حياتهم بحلول هذا الأسبوع.

وهناك حالات متزايدة وعلامات مقلقة لموجات جديدة في العديد من البلدان. وسيزداد الأمر سوءا عندما يصيب الفيروس الأشخاص الأضعف والأماكن الأكثر ضعفا.

مؤكدا أن مسرع الإتاحة ACT – ومرفقه كوفاكس ( COVAX )- هو الوسيلة التي تمكننا من توفير لقاح للناس، شرح الأمين العام ثلاثة أسباب وراء إيمانه هذا:

  • أولاً، يعد -مسرع الإتاحة ACT الآلية العالمية الوحيدة التي تتمتع بمجموعة كاملة من الشركاء والأدوات للتغلب على الجائحة – من خلال اختبارات وعلاجات وأكبر مجموعة من اللقاحات في العالم في المراحل التجريبية الأكثر تقدما.
  • ثانياً، يوفر ACT-Accelerator الطريقة الآمنة الوحيدة لإعادة فتح الاقتصاد العالمي في أسرع وقت ممكن. إذ إن جهود اللقاحات الوطنية في حفنة من البلدان لن تتمكن من فتح الأبواب أمام الاقتصاد العالمي وانعاش سبل العيش، بحسب أنطونيو غوتيريش.
  • ثالثا، سعر اللقاح. بالنظر إلى وجود العديد من البلدان التي تدعم المبادرة، يمكن لـ ACT-Accelerator الاستفادة من سوقها الهائل وقدرتها على المساومة لتأمين أقل الأسعار للقاحات فعالة وتشخيص سريع، وضمان الوصول العادل لجميع الذين يحتاجون إليها.

وأكد الأمين العام أن المنظمات الصحية الدولية الرائدة في العالم ومعاهد البحوث والمؤسسات والشركات الخاصة تعمل ليل نهار لإثبات نجاح هذا النموذج الفريد.

“لكنها تحتاج إلى قفزة نوعية في الدعم”، استدرك السيد غوتيريش، مشيرا إلى أن المليارات الثلاثة التي تلقتها المبادرة كانت مهمة للغاية لبدء التشغيل، لكن “الآن نحن بحاجة إلى توسيع نطاق العمل وضمان أقصى قدر من الأثر – وهذا يتطلب 35 مليار دولار إضافية”.

وقال: “يجب أن يبدأ ذلك بضخ مالي فوري قدره 15 مليار دولار “.

ودعا الأمين العام إلى التفكير بشكل أكبر، قائلا إن الوقت قد حان لكي تستخلص البلدان التمويل من برامج استجابتها الخاصة. “فمن خلال مساعدة الآخرين، سوف تساعد البلدان نفسها. وسيؤدي الاستثمار في ACT-Accelerator إلى تسريع تعافي كل بلد”.

وتكلف الجائحة، الاقتصاد العالمي حوالي 375 مليار دولار شهريا كما أدت إلى فقدان 500 مليون وظيفة منذ اندلاع الأزمة.

ولفت الأمين العام الانتباه إلى أن العالم المتقدم قد خصص عدة تريليونات من الدولارات للاستجابة للآثار الاجتماعية والاقتصادية للأزمة في بلدانه. وأضاف: “بالتأكيد، يمكننا استثمار جزء صغير من ذلك لوقف انتشار المرض في كل مكان”.

ودعا السيد غوتيريش جميع البلدان والشركاء إلى التعجيل بشكل كبير في الأشهر الثلاثة المقبلة لتوفير موارد جديدة وإضافية تشتد الحاجة إليها وتعبئة جميع الشركاء وحشد الجميع وراء استجابة عالمية للوفاء بأهداف المبادرة، قائلا:

“التضامن يصب في مصلحة الذات”.

وختم مشيرا إلى أن “إدراك حقيقة القرن الحادي والعشرين أمر ضروري لإنهاء هذه الأزمة والخروج معا بأمان وذكاء وقوة”.

أما المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، د. تيدروس غيبريسوس، فقال إن يوم أمس يمثل علامة فارقة في مكافحة كوفيد -19 حيث تم تسجيل أكثر من مليون حالة وفاة، مضيفا أن الرقم الحقيقي أعلى بالتأكيد. وقال إن العلم يعطينا حلولا في شكل اختبارات وعلاجات جديدة -ونأمل أن يعطي هذه الحلول على شكل لقاح، “لكن العلم والحل لن يكونا فعالين بدون تضامن”.

قال الدكتور تيدروس إن الفجوة التمويلية لمبادرة ACT- Accelerator ، والتي تبلغ 35 مليار دولار أمريكي، هي أقل من واحد في المائة من التزامات حكومات مجموعة العشرين بالتعافي المحلي وتعادل تقريبا ما ينفقه العالم على السجائر كل أسبوعين.

وقال: إن التمويل الكامل لمبادرة مسرع الإتاحة ACT سيساعد في السيطرة على الجائحة، واستعادة الثقة، وتحفيز التعافي العالمي، مضيفا “بصراحة هذا ليس تحديا ماليا، إنه اختبار للتضامن. هذه لحظة للقول لا للقومية ونعم لإنسانيتنا المشتركة”.

فبحسب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، “لا يقدم مسرع الإتاحة ACT مجرد لقاحات وتشخيصات وعلاجات. إنه يقدم شيئا أكثر أهمية بكثير: الأمل”. ودعا إلى التحرك الآن والعمل معا لوقف هذه الجائحة.

قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، “من واجبنا ضمان إتاحة لقاحات وعلاجات واختبارات كوفيد-19 للجميع – فإن وقف الانتشار العالمي للجائحة يحمي الشعب البريطاني وسيضع البشرية على طريق التعافي.

وشدد على أن “التعاون من خلال ACT-Accelerator أمر بالغ الأهمية لتعزيز التنمية والإنتاج والوصول لجميع البلدان”.

من ناحيته، دعا وزير الصحة في جنوب إفريقيا زويلي مخيزي إلى مواجهة هذه الأزمة الصحية باعتبارها تحديا عالميا، ومواجهتها معا في تضامن وتعاون، فيما نعمل نحو حل عالمي.

وقال إن “علينا إيجاد الاختبارات الرئيسية والعلاجات واللقاحات التي نحتاجها جميعا، والتأكد من توزيعها بشكل منصف على الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه وما إذا كانت بلادهم غنية أم لا”، مضيفا أن قطاعات كبيرة من السكان خاصة في البلدان النامية مازالت “ضعيفة ومهمشة أثناء هذه الجائحة”.

وقال بيل غيتس، أحد فاعلي الخير وشريك مؤسس في شركة مايكروسوفت، في كلمته أمام الحدث رفيع المستوى، إن لقاحا ضد كوفيد-19 سيساعد في إنقاذ ملايين الأرواح بالإضافة إلى دعم تطوير خطة للقضاء على المرض على مستوى العالم.

ولتحقيق القضاء العالمي على الجائحة، حدد غيتس ثلاث أولويات: القدرة على إنتاج مليارات اللقاحات، والتمويل لدفع ثمنها، وأنظمة لتوصيلها في كل مكان.

وأضاف: “يمكن للقاح أن يجعل كوفيد-19 مرضا يمكن الوقاية منه، ولا ينبغي لأحد أن يموت بسبب مرض يمكن الوقاية منه لمجرد أن البلد الذي يعيش فيه لا يستطيع تحمل تكلفة اللقاح”. وحث على اتخاذ إجراءات لضمان أن تحصل البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط على جرعات كافية لحماية سكانها.

قال السيد غيتس: “الطريقة الوحيدة للقضاء على خطر هذا المرض في مكان ما، هو القضاء عليه في كل مكان”.

وفي نهاية الحدث، رحبت الأمم المتحدة وشركاؤها اليوم بهذا التضامن الضخم الذي أظهرته الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات الدولية حيث التزمت بتقديم الدعم لمبادرة مسرع الإتاحة (ACT) للقضاء على كوفيد-19.

وبحسب بيان صادر عن الجهات المنظمة للفعالية رفيعة المستوى، تبرعت كل من:

• المملكة المتحدة – 571 مليون جنيه إسترليني (732 مليون دولار أمريكي) لمرفق COVAX، بما فيها 500 مليون جنيه إسترليني (641 مليون دولار أمريكي) لدعم البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. يتضمن هذا التزاما بتقديم جنيه إسترليني مقابل كل 4 دولارات أمريكية يلتزم بها آخرون حتى 250 مليون جنيه إسترليني (321 مليون دولار أمريكي).

• كندا – 440 مليون دولار كندي (332 مليون دولار أمريكي) لمرفق COVAX، منها 220 دولار كندي (166 مليون دولار أمريكي) لدعم البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

• ألمانيا – 100 مليون يورو (117 مليون دولار أمريكي) لدعم COVAX، وكل المبلغ مخصص لدعم البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

• السويد – 10 ملايين دولار أمريكي ل COVAX، وكل المبلغ مخصص لدعم البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

• البنك الدولي – 12 مليار دولار أمريكي لدعم البلدان النامية لشراء لقاحات COVID-19 بمجرد توفرها (يتم التصديق عليها من قبل المساهمين).

• ائتلاف مكون من 16 شركة أدوية ومؤسسة بيل وميليندا غيتس وقع اتفاقية للتعاون في تصنيع اللقاحات وزيادة الإنتاج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *