عقدت فوربس الشرق الأوسط ندوة حصرية عبر الإنترنت، جمعت قادة التقنية المالية الإقليميين والدوليين لاستكشاف الخدمات المصرفية الرقمية التي ستغير المجال.
خلصت المدون إلى أنه رغم وجود صعوبة عند تغيير سلوك ما، فقد تبنى العملاء التحول إلى الرقمنة. ومن المتوقع أن يتحول هذا التغيير السلوكي إلى شكل دائم، فقد أظهرت دراسة أجرتها شركة Mastercard في إبريل/ نيسان أن 83% من المشاركين في الإمارات يخططون لمواصلة الاعتماد على المدفوعات غير التلامسية بعد انتشار الوباء. إلا أنه ما زال هناك العديد من العيوب في النظام.
وفيما يلي 6 أشياء يجب تغييرها حتى تصبح البنوك رقمية بالكامل.
العثور على حل بديل للشيكات
ما زال استخدام الشيكات شائعًا في عديد من البلدان. فقد وجد تقرير مسح المدفوعات الإلكترونية لعام 2019 الذي أجرته وكالة الأنباء الفرنسية أن 97% من المهنيين الماليين يستخدمون الشيكات لدفع أموال كبار موردي الأعمال. وتأتي مدفوعات الشيكات في المرتبة الثانية بعد بطاقات الائتمان بالنسبة إلى المعاملات بين الشركات، حيث لا تزال 42% من هذه المدفوعات تتم باستخدام الشيكات. ومع ذلك، فإن الدفع بشيك هو عملية بطيئة تحتوي على العديد من المحطات المزعجة.
كما ما زال العديد من المؤسسات والحكومات والمنظمات يصر على الدفع بالشيكات، ولكن المدفوعات البديلة عبر الإنترنت متاحة، بل وتمت رقمنة المدفوعات باستخدام الشيكات أيضًا.
تحتاج المؤسسات المختلفة إلى التوقف عن استخدام الشيكات وتبني الخدمات المصرفية الرقمية. فقد قال ميسنيك خلال الندوة عبر الإنترنت: “سيحول تمكين المدفوعات في الوقت الفعلي الشركات والأفراد بشكل كبير بعيدًا عن الاقتصاد التقليدي القائم على النقد والشيك”.
إصلاح البنية التحتية والتقنية الأساسية
تُحدث الأنظمة المصرفية على نحو دوري، إلا أن بنيتها التحتية نفسها قديمة، فقد وجدت دراسة دولية حول لغة COBOL للبرمجة لعام 2017، أجرتها شركات IBM وMicrofocus وCelent وAccenture، أن 43% من البنوك الأميركية و95% من عمليات سحب أجهزة الصراف الآلي لا تزال تستخدم لغة COBOL، وهي لغة برمجة مستخدمة منذ عام 1959. كما وجدت شركة Microfocus في استطلاع لاحق أجري في وقت سابق من هذا العام، أن 63% من المستجيبين يفضلون تحديث أنظمة COBOL الخاصة بهم بدلًا من استبدالها أو إيقافها.
بالطبع، تغير الكثير منذ عام 1959، وعلى الرغم من توافق لغة COBOL مع الحلول الجديدة، فقد يكون الوقت قد حان لإعادة التفكير في التقنية الأساسية التي يستخدمها القطاع المالي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن عدد مبرمجي لغة COBOL يتضاءل، ويتراجع عدد المدارس التي تدرس هذه اللغة.
يمتلك المستهلكون اليوم تقنيات مختلفة تحت تصرفهم، ولديهم احتياجات مختلفة عن المستهلكين في الماضي، حتى قبل 10 أعوام. وأوضح كيرش: “يعد الإنترنت الذي نستخدمه في ما يتعلق بالبيانات رائعًا، ولكنه يختلف تمامًا عن البنية التحتية الأساسية التي تسمى الإنترنت المال، حيث يمكننا نقل الأموال من النقطة أ إلى النقطة ب في النظام المصرفي وتحقيق ذلك على الفور وعلى نحو آمن. لا توجد مثل هذه البنية التحتية. وهناك حاجة إلى بنية تحتية للتسويق المالي تكون موثوقة ومرنة وجديرة بالثقة وتسمح للمستخدمين بتحويل الأموال على الفور”.
إعادة التفكير في المنتجات التي تبيعها البنوك
يقدم العديد من البنوك اليوم ألوانًا مختلفة لنفس المنتج، وقد اعتاد المستهلكون هذه العروض، وأصبحوا لا يطلبون منتجات جديدة ومبتكرة.
يحتاج القطاع المالي إلى البدء في التفكير على نحو مختلف حول التقنية المتاحة له والنظام المصرفي التقليدي والمصرفيين. فقد قال ميسنيك: “سيأتي التحول الأكبر من مؤسسة قادرة على إعادة التفكير في مجموعة المنتجات التقليدية التي تبيعها البنوك، ثم تنشئ مجموعة منتجات مختلفة”. يمكن للبنوك -على سبيل المثال- تقديم بطاقة ذكية كبديل للبطاقات النقدية أو بطاقات الخصم المرتبطة بالحسابات، والتي يمكن تحميل النقود عليها وتكون متاحة في وضع عدم الاتصال.
جعل الخدمات والمنتجات آمنة ومريحة
نجحت الخدمات المصرفية التقليدية في إثبات موثوقيتها، ولا يزال العديد من المستهلكين لا يثقون بالكامل بالخدمات المصرفية الرقمية. فقد وجدت شركة Marqeta في استبيان للخدمات المصرفية الرقمية لعام 2019، أن 53% من المشاركين في المملكة المتحدة والولايات المتحدة يرون أن البنوك الرقمية تعد خيارًا أكثر خطورة.
صارت التقنية اللازمة لتحويل الخدمات المصرفية متاحة وناضجة إلى حد ما، ولكن يظل التحدي في ضمان أنها مريحة وآمنة. يحتاج القطاع المالي إلى إعادة التفكير في منهجه وكيفية توصيله للعملاء مع دخول التقنية الجديدة حيز التنفيذ. حيث علق شاه قائلًا: “لا تعد التقنية مشكلة، بل يتعلق الأمر بما هي المشكلة التي نحاول حلها، وكيف نحلها، وهل الحل بسيط وآمن؟”.
البنوك المركزية بحاجة إلى الاتفاق على منصة واحدة
تعد مبادئ المال واحدة في جميع أنحاء العالم، إلا أنه ما زال هناك نقص في وجود معايير قياسية موحدة. وأوضح كيرش: “يجري كل بنك مركزي تجربته الخاصة على العملة الرقمية للبنك المركزي CBDC، ويرجع ذلك إلى أنهم يريدون التحديث إلا أنهم لا ينسقون في ما بينهم، ولا يضعونها على نفس المنصة ولا يعملون معًا”. وأشارت ورقة صادرة عن بنك التسويات الدولية إلى أن 80% من البنوك المركزية تعمل حاليًا أو ستشارك في المستقبل القريب في عمل عملة CBDC، لكن الافتقار إلى التعاون يطرح العديد من المشكلات، مثل القيود المفروضة على المكان الذي ستكون العملة صالحة للاستخدام فيه.
ويمكن للبنوك المركزية من خلال العمل معًا إنشاء عملة عالمية وبنية تحتية موحدة، وسيؤدي ذلك إلى تحسين تجربة المستهلك وتسهيل إجراء المعاملات في أي مكان، كما يمكن أن يساعد ذلك في منع الاحتيال المالي. وسيكون أحد أكبر الإنجازات في مجال الخدمات المصرفية الرقمية بالكامل عندما تبدأ البنوك المركزية في التعاون معًا في جهود الرقمنة.
تثقيف العملاء والموظفين المحتملين المستقبليين
تتطلب التقنيات الجديدة مهارات جديدة. وتقدم الخدمات المصرفية الرقمية العديد من الفرص الجديدة، ولكنها تحتاج إلى قيام الجامعات بتعليم الطلاب المعرفة ذات الصلة. وأوضح بوتوملي: “هناك 4 ركائز تجعل التحول الرقمي يعمل: توجيه العملاء، فهم التقنية والبيانات، إدارة المخاطر، وأساليب ثقافة التصميم التنظيمي التي تعمل على الجمع بين هذه العناصر”.
كما يعد نقص التعليم أحد العوائق التي تحول دون قبول المستهلكين للخدمات المصرفية الرقمية، فالمستهلكون يحتاجون إلى فهم أساسي لسلامة الحاسب وكيفية عمل النقود الرقمية وسلسلة الكتل. وتعد هذه فجوة يمكن للبنوك معالجتها نظرًا إلى أن معظم المستهلكين لن يبذلوا بالضرورة جهدًا لفهم هذه المبادئ.
هناك العديد من الأشياء التي تحتاج البنوك والمنظمون إلى تغييرها من جانبهم لخلق مستقبل رقمي بالكامل للخدمات المصرفية. وفي النهاية، يجب أن يكون هناك تحول في العقلية لدى الحكومات والشركات والأفراد للاستثمار في الحلم وجعله حقيقة.
عندما ظهر الإنترنت للمرة الأولى، كان لا بد من إقناع الناس باستخدامه، ولكن من الصعب اليوم تخيل الحياة من دونه. ويمكن أن تكون الخدمات المصرفية الرقمية لحظة ثورية مماثلة للقطاع المالي