الأحد. نوفمبر 24th, 2024

أدى ترويج ارتداء أقنعة الوجه كوسيلة للمساعدة في وقف انتشار كوفيد-19 إلى زيادة استثنائية في إنتاج الأقنعة التي تستخدم لمرة واحدة. ويقدر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة (الأونكتاد) بأن إجمالي المبيعات العالمية سيرتفع ليبلغ حوالي 166 مليار دولار هذا العام، فيما كان قد بلغ حوالي 800 مليون دولار عام 2019.

وكانت التقارير الإعلامية الأخيرة التي عرضت مقاطع فيديو وصور للغواصين وهم يجمعون أقنعة وقفازات متناثرة حول مياه شواطئ الريفييرا الفرنسية، بمثابة نداء صحوة للعديد، لإعادة توجيه الانتباه إلى قضية التلوث البلاستيكي، وتذكير الساسة والقادة والأفراد بالحاجة إلى معالجة مشكلة التلوث البلاستيكي.

إذا كانت البيانات التاريخية مؤشراً موثوقاً به، فمن المتوقع أن حوالي 75 في المائة من الأقنعة المستخدمة، وكذلك النفايات الأخرى ذات الصلة بالجائحة، ستنتهي في مدافن النفايات أو ستطفو على سطح البحار.

وبصرف النظر عن الأضرار البيئية، فإن برنامج الأمم المتحدة للبيئة يقدر التكلفة المالية في مجالات مثل السياحة ومصائد الأسماك بنحو 40 مليار دولار.

وحذر برنامج الأمم المتحدة للبيئة من أنه إذا لم تتم إدارة الزيادة الكبيرة في النفايات الطبية، المصنعة معظمها من مواد بلاستيكية ضارة ذات الاستخدام الواحد، بشكل سليم، فقد يؤدي ذلك إلى التخلص منها بشكل غير آمن ودون رقابة.

وأوضح برنامج الأمم المتحدة للبيئة الذي أصدر سلسلة من ملخصات الوقائع حول هذا الموضوع، أن العواقب المحتملة تشمل مخاطر على الصحة العامة تنتج عن الأقنعة المستخدمة الملوثة بالفيروس، والحرق في الهواء الطلق أو حرق الأقنعة دون ضوابط مما يؤدي إلى إطلاق السموم في البيئة، وانتقال الأمراض إلى البشر بشكل ثانوي.

وبسبب المخاوف من هذه الآثار الثانوية المحتملة على الصحة والبيئة، يحث برنامج الأمم المتحدة للبيئة الحكومات على اعتبار إدارة النفايات، بما في ذلك النفايات الطبية والخطرة، خدمة عامة أساسية. وتقول الوكالة الأممية إن المعالجة الآمنة والتخلص النهائي من هذه النفايات عنصر حيوي في الاستجابة لحالات الطوارئ الفعالة.

أوضحت مديرة التجارة الدولية بالأونكتاد، السيدة باميلا كوك-هاميلتون، أن “التلوث البلاستيكي كان بالفعل أحد أكبر التهديدات لكوكبنا قبل تفشي فيروس كورونا”، مضيفة أن “الطفرة المفاجئة في الاستخدام اليومي لبعض المنتجات للحفاظ على سلامة الناس ووقف انتشار المرض، تجعل الأمور أسوأ بكثير

ومع ذلك، يمكن تغيير هذا الوضع إلى الأفضل، كما يتضح من تقرير حديث وشامل عن النفايات البلاستيكية نشرته مؤسسة بيو الخيرية، ومركز أبحاث الاستدامة “سيستيميك” Systemiq.

وتتوقع الدراسة التي نشرت تحت عنوان “وقف الموجة البلاستيكية: تقييم شامل للمسارات نحو وقف التلوث البلاستيكي للمحيطات”، التي أيدتها رئيسة برنامج الأمم المتحدة للبيئة السيدة إنغر أندرسون، أنه إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء فإن كمية البلاستيك الملقاة في المحيط ستتضاعف ثلاث مرات بحلول عام 2040، أي من 11 إلى 29 مليون طن في السنة.

ولكن يمكن القضاء على حوالي 80 في المائة من التلوث البلاستيكي خلال هذه الفترة نفسها، بمجرد استبدال القواعد غير المناسبة وتغيير نماذج الأعمال وتقديم حوافز تؤدي إلى انخفاض إنتاج البلاستيك. وتشمل التدابير الأخرى الموصى بها: منتجات التصميم ومواد التغليف التي يمكن إعادة تدويرها بسهولة أكبر، وتوسيع عملية جمع النفايات خاصة في البلدان ذات الدخل المنخفض.

وخلص مؤلفو الدراسة إلى أن زيادة كبيرة في الابتكار والاستثمار تؤدي إلى تقدم تكنولوجي، ستكون ضرورية للتعامل مع المشكلة بشكل شامل.

علاوة على ذلك، يحث الأونكتاد الحكومات على تعزيز البدائل غير السامة والقابلة للتحلل البيولوجي أو القابلة لإعادة التدوير بسهولة، مثل الألياف الطبيعية وقشر الأرز والمطاط الطبيعي. وستكون هذه المنتجات أكثر ملاءمة للبيئة. وبما أن البلدان النامية هي المورد الرئيسي للعديد من بدائل البلاستيك، فيمكن أن توفر فائدة إضافية تتمثل في توفير وظائف جديدة. على سبيل المثال، بنغلاديش هي المورد الرئيسي في العالم لصادرات الجوت، فيما تصدر تايلند وكوت ديفوار الجزء الأكبر من صادرات المطاط الطبيعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *